|
أنقذوا
عمريت
مدينة فينيقية فريدة في العالم لم يشهد
حوض المتوسط مثيلا لها على الإطلاق... تضم ملعبا ينافس في
قدمه أول ملعب أولمبي في اليونان و قبورا رائعة بقيت شاهدا
على حياة أهلها وفيها معبد فاض من حوله نبع الحياة.
شقت سفنها عباب البحار فحملت الأرجوان
والأبجدية والتاريخ إلى أقاصي العالم. جلس إليها الإسكندر
المقدوني عندما حكم الأرض بوسعها.
إن التنقيب عن كل هذا الإبداع الذي لامس
فيه الفينيقيون عظمة الآلهة لا يحتاج إلا رفعَ طبقة رقيقة من
التراب حتى تبوح أرضها الفينيقية البكر بأسرار تدهش العيون
وتأسر الألباب.
ونعجب لتلك المدينة الساحرة كيف غابت
عنها بعثات التنقيب الوطنية والمشتركة لعقود طويلة. ونعجب أن
يغمض جفن لإنسان رآها ودماء أهلها لا تزال تجري في عروقه عبر
الأجيال. لا بل نعجب أن يقدم على تدميرها ودفنها تحت إسمنت
المشاريع السياحية.
عمريت ..
مدينتنا ! وهذه هي فرصتنا الأخيرة
لننتشلها من الزوال إلى الوجود لتلمع بين أخواتها إيبللا
وأوغاريت وماري كلؤلؤة في عقد لا ينفك ينفرط عن صدر بلادنا.
اليوم تعمل فيها بعثة وطنية للتنقيب ورغم
ضآلة عددها وعتادها استطاعت حتى الآن وبعد أسابيع قليلة أن
تنفض بعض التراب عن وجه عمريت الجميلة التي تمتد على مساحة
تزيد على العشرة كيلومترات وأن تعثر في مدافنها الفريدة
عازار التي تتمنى أن تدفن فيها على مكتشفات تعد بالكثير.
جميعا نقف على مفترق طرق...
طريقٌ أول هو الاستثمار السياحي
الثقافي الذي أساسه هو تأهيل المواقع الأثرية
لتصبح عامل الجذب السياحي الحقيقي لبلد مستقبله ورخاء شعبه
مرهون بحضارته. والسماح لل UNESCO
بإدراج هذا
الموقع ضمن لائحة التراث العالمي وهذا الخيار الآن
يحتاج منا جميعا المسارعة في مد يد العون للبعثة الوطنية
للتنقيب التي تعمل في عمريت و عازار بالمال والمتطوعين.
أما الطريق الآخر فهو أن نسمح للجرّافات
أن تدمر هذه المدينة الفينيقية التي شاءت الأقدار أن تكون
المدينة الفينيقية الوحيدة الباقية في العالم والتي لم تبني
على أنقاضها أي حضارة لاحقة. أن نسمح للمشاريع السياحة
المشبوهة أن تستبدل الجمال والحضارة والآثار بكتل إسمنتية
بائسة. إن ما يجري الآن من طرح لهذه المنطقة للبيع في سوق
الاستثمار السياحي من قبل البعض بجهل أو بقصد من شأنه أن
يخدم مصالح هؤلاء البعض على المدى القصير ويلحق لأذى الدائم
باقتصاد البلد ومستقبل أبنائه.
إن السياحة ليست فنادق و مطاعم يمكن أن
تمتلكها أي دولة في العالم بل هي آثار الحضارات العظيمة التي
عزّت على كثير من أمم العالم و امتلكتها أمتنا.
فأي طريق تختار أنت ؟ ... جميعنا أبناء
البلد جميعنا معنيون...
كلمات:
"جميع
المشاريع المزمعة في عمريت يجب أن تلغى وعمريت تستحق الإدراج
على لائحة التراث العالمي"
جيتانو بالمبو
ممثل منظمة تمويل الأوابد
العالمية -- ورشة عمل عمريت
"أمامكم
فرصة حقيقية لاعتماد هذه المواقع تراثاً عالمياً من قبل
منظمة اليونيسكو"
آنا
باوليني
ممثلة منظمة اليونسكو --
ورشة عمل
عمريت
|
|