Welcome to       Amrit-syria.com
Save  Amrit
 
أخبار عمريت
 
عمريت بالتعريف
 
مقابر عازار
 
المتطوعون
 
ماذا قالت الصحف
 
عمريت على الإنترنت
 
صور من عمريت
 
كيف نساعد؟
 
في عيون السياحة
 
نشاطات

 

السياحة الثقافية
 
Downloads
 
 
 

هل كانت الرياضة الفينيقية أساس الألعاب الأولمبية؟

في ضوء التنقيبات الأثرية
في عمريت على الشاطئ الفينيقي الشمالي تم الكشف عن ملعب فينيقي يعود تاريخه على الأقل للقرن الخامس عشر ق.م. معبد المدينة معبد نموذجي فينيقي يقع على مسافة 200م من الملعب.

أبعاد الملعب طول 225 م عرض 30 م . طوبوغرافيته مطابقة للملعب الموجود في أولمبيا. منطقة عمريت ذكرت تحت اسم " مرت " و " أمرات " في النصوص المصرية ( القرن الخامس عشر ق.م ). و تحت اسم " ماراتوس " بالنصوص الكلاسيكية.
من المؤكد أنه لا يوجد إلا بقايا فينيقية في عمريت و غياب الأبنية الإغريقية و الرومانية.

في صور أظهرت التنقيبات الأثرية مناطق مخصصة للرياضة تعود للفترة الهلنستية و الرومانية و كذلك على أثر حيز رياضي فينيقي.

1- حلبة مصارعة ( Palaestra ) و صالة رياضية مغلقة ( Gymnasium)، ( تعودان للفترة الهلنستية و متوافقة مع طبوغرافية و مقاسات مثيلاتهما في أولمبيا و يعودان للقرن الثالث و الثاني ق.م ) و يمكن الجزم بسهولة بأن حلبة المصارعة الهلنستية في صور بنيت على أنقاض حلبة مصارعة أقدم عهداً يظهر أنها تعود للفترة الفينيقية.

الصالة الرياضية تبعد عنها عشرة أمتار. هذا البناء يحوي على رواق مزدوج بطول 200 م و عرض 11 م و كان في الأصل صالة مغطاة كما في أولمبيا و كان يستعمل من قبل العدائين للتمرين في الأيام الماطرة أو الحارة جداً.
الحمامات الرومانية بنيت في فترة متأخرة داخل هذه الصالة الرياضية.
في الفترة الإغريقية استعملت حلبة المصارعة كمكان للتمرين على المصارعة و الملاكمة و الوثب بينما كانت تستعمل الصالة الرياضية للركض و رمي القرص و رمي الرمح.
الألعاب التي كانت تجري في الصالة الرياضية و حلبة المصارعة لم تكن شائعة في الفترة الرومانية يقول Vitruve ( القرن الأول ق.م )
تم استبدالها بالمسرح حيث تطورت منها ألعاب المجالدون و قتال الحيوانات. المسرح مع المضمار كانت مركز الاحتفالات الرياضية الشعبية خلال الفترة الرومانية.

2- المضمار ( في الفترة الرومانية ) يبعد المضمار 1500 م من الصالة الرياضية عند مدخله قوس النصر و المدافن الرومانية. إذا كانت صور قد تأثرت بالفترة الرومانية، فلم نجد حتى الآن أي دليل على وجود مسرح، الذي من المفترض أن لا يبعد كثيراً عن المضمار. المجمعات الرياضية الرومانية عادة تتمحور على المضمار و المسرح.


في ضوء النصوص و النقوش
الكتابات التاريخية إلى جانب التنقيبات الأثرية تدل على أن الفينيقيين المنفيين في اليونان نشروا آلهتهم و تقاليدهم هناك. في أولمبيا كان لدى الفينيقيين ( في القرن السادس عشر قبل الميلاد ) مزار لملكارت كانت تقدم فيه الأعطيات .
Elis ( El – is) المكان العالي في جبل أولمبوس كان يدعى أرض إيل، أرض الإله الفينيقي الأعلى الذي أنشئ في اليونان.
فيلون من جبيل و جوزيفيوس فلافيوس كشف أن الإغريق تبنوا في أولمبيا عرف إله صور بعل شمين و سموه زيوس أولمبيا. هذه التقديمات التاريخية يشهد عليها التمثيل للآلهة الفينيقية في الأعمال الفنية في أولمبيا. هذه التمثيلات هي لبعل و تماثيل لخيالة القرن الثامن ق.م. كل الكتابات التاريخية الإغريقية تظهر بأن ملكارت صور، المعروف في كورنثيا باسم مليكارتس التي تقام تكريماً له الألعاب الاستيمية بدءاً من القرن السادس ق.م، و الذي كان معروفاً في اولمبيا باسم هرقل مؤسس الألعاب الأولمبية تكريماً للإله بعل ( زيوس ). ملكارت – هرقل أتى إلى أولمبيا من بلدة ثيبوس المؤسسة من قبل القدموس و أسلافه و خلفائه( Pindare ) أو من كريت حيث كانت تعبد الآلهة الفينيقية ( Pausanias ). صراع هرقل – ملكارت مع الآلهة في بداية الألعاب الأولمبية لم تكن إلا صدى لتقليد مارسه الفينيقيون لعدة قرون من قبل. حسب نصوص أوغاريت حارب بعل ضد بقية الآلهة في أوقات محددة من السنة. هذا ما جعل ملكارت بطل صور المؤله يتبع تقليد القتال تكريماً لبعل.
محافظة على هذا التقليد في الفترة الهلنستية أقامت صور احتفالات عظيمة تكريماً لملكارت بطل الأبطال.في عام 175 ق.م الملك Antiochus Epiphane الرابع أشرف على هذه الألعاب.ووجد نقش في صور يذكر اسم Evichus of Ephes ربح مسابقة المباراة الخماسية . هذه الألعاب دعيت أكتيا هراكليا أو بشكل أدق أكتيا ملكارتيا. التي أجريت كذلك في الفترة الرومانية.

أهم النقاط :

1- أولمبيا تلقت ثقافتها من صور بوساطة بعل المعروف لدى الإغريق ب زيوس و الذي جلب التقارب بين المدينتين.
2- وصل ملكارت إلى أولمبيا جالباً معه تقاليد و ثقافة بعل من أماكن العبادة المتأصلة فيها و أوجدت الألعاب الأولمبية تكريماً لبعل ( زيوس ) و أساسها الرياضة.
3- هذه الألعاب الطقسية الموجودة في أولمبيا في ملعب عمريت و معبد صور و في بقايا معبد صور و الأراضي الرياضية تحت الأبنية الهلنستية. هذه الألعاب قدمت لأولمبيا عن طريق الفينيقيين.

 

The image “http://www.phoenicia.org/imgs/amritmap.jpg” cannot be displayed, because it contains errors.



الملعب القديم في عمريت

إثبات وجود الرياضة الفينيقية سابقة للرياضة الإغريقية هو ملعب عمريت. هذا الملعب يزودنا بالدليل القاطع بأن الفينيقيين أجروا ألعاب دينية بقرب المعابد قبل أن يحملوا هذا التقليد خارج منطقتهم.

الملعب المنسي
في عمري على الشاطئ الفينيقي الشمالي مقابل جزيرة أرواد جلب للانتباه ملعب فينيقي مهمل فلم يفحص من قبل الأثريين بشكل جيد حتى ذلك الوقت اعتقدوا بأنه مضمار مما يدعم للاعتقاد بأنه استخدم لسباق العربات في الفترة الرومانية.
يصف هذا الملعب في عام 1745 الجيوغرافي البريطاني Richard Pococke :
" هذا المكان قد يكون لرياضة ما لإلهاء أهالي أروادوس و أنترادوس أو لمراتوس القديمة إذا كانت قريبة و على الأرجح أنه مضمار"
لما جاء الأثري الفرنسي أرنست رينيان و أخذ على عاتقه دراسة الأوابد الفينيقية في 1860 ذكر الملعب ووصفه بطريقة تتوافق مع الجغرافي البريطاني.
لكن قال رينان في نهاية دراسته أن هذه المنشأة الرياضية لا بد أنها فينيقية عندما قال " التوزيع و المقطع العام للصرح الذي يشغلنا لا يملكان قطعاً أي شيء روماني إنها من دون شك ستاد فينيقي "
لكن بوكوك و رينان لم يعرفا شكل الملاعب الرياضية في أولمبيا عندما زاروا فينيقيا لأن التنقيبات في أولمبيا لم تبدأ حتى عام 1875 م و توضيحات الملعب الأولمبي في اليونان لم تظهر حتى تنقيبات 1937م.
لذلك بقي الملعب الفينيقي في عمريت في ظلام يشغل بضعة أسطر في كتابين ينتظر أحداُ للتعريف عنه و كشف أهميته في تاريخ تطور الرياضة. حقيقة الجهل لوضع هذا الملعب يظهر في التسمية المطلقة عليه ( المقلع ) لأن قطع حجرية كبيرة قد قصت منه لبناء المدرج .عندما يسأل الفلاحين في المنطقة عن طبيعة الملعب فجوابهم يكون هذه هي المقالع.

تاريخ المدينة
في سبيل التحقق من تاريخ المدينة و الكشف عن ملعبها الهام رجعنا للوثائق التاريخية الكلاسيكية. و لكن للأسف النصوص التي تتكلم عن المدينة و الملعب الرياضي ضائعة كما حال معظم النصوص الواصفة للمدن الفينيقية، لكن وجدنا بأن عمريت وجدت في النصوص المصرية إلى جانب 14 مدينة فينيقية أخرى في قصة حملة تحوتموس الثالث 1504 – 1450 ق.م يتكلم عن مكان في شمال فينيقيا تدعى مدينة مرت أو أمرات, يرى العلماء تشابه مميز في تسمية مرت ، عمريت و أمورو خصوصاً بأن منطقة فينيقيا كانت تدعى أمورو في فترة الأسرة الثانية عشر المصرية 1991 – 1786 ق.م .
سكان المنطقة الحاليين يستعملون عدة كلمات لهذه المنطقة القديمة فبعضهم يقول أن أسمها مريت، أو عمريت، و آخرون يقولون عمريد، لكن الاسم الرسمي لها الآن عمريت.
في أيام الإسكندر المقدوني عرفت عمريت بالاسم الإغريقي ماراتوس و كانت مشهورة بغناها و جمالها كمدينة تابعة لمملكة أرواد. الأبنية و الأسواق التي لم يكن لها مكان على الجزيرة بنيت في المدينة و صك النقود النحاسية دليل على ازدهار المدينة في القرنين الثالث و الثاني ق.م حسب ديودوريس ( القرن الأول ق.م ) قام الأرواديون بتدمير عمريت خلال حكم الإسكندر الأول 150 أو 148 ق.م . و عندما قام استرابون بزيارة مدينة عمريت وجد مدينة فينيقية قديمة في حالة خراب.
يبدوا أن عمريت حافظت على شخصيتها الفينيقية البدائية. و قد لاحظ رينان خلال تنقيباته بأن المدينة خالية من أي نقوش أو نصوص رومانية و إغريقية و ذكر :
" إن غياب النقوش الإغريقية و اللاتينية أثبت من جهة أخرى أن مدينة عمريت لم تشهد إعادة بناء تحت سلطة إمبراطورية ، في كل المناطق المحلية، مما يتعارض مع أنه في الفترة الرومانية نصل لمجموعة من النقوش إغريقية و لاتينية في بعض المشاهد الثابتة"
اليوم عمريت خالية من السكان مع بقايا المعبد و الملعب و المدافن التي نقبت من قبل موريس دوناند و مساعديه. قرب المعبد قطعة فخارية و بقايا جنائزية دفنت مع الجثة تم الكشف عنها. تاريخ هذه المكتشفات يعود لعصر البرونز الوسيط الأول 2100 – 1900 ق.م. و لعصر البرونز الوسيط الثاني 1900 – 1750 ق.م . هذه الحقائق تثبت بأن عمريت كانت مسكونة من قبل الفينيقيين منذ الألف الثالث ق.م.
يرى العلماء تشابه في الأسماء بين ماراتوس في فينيقيا و ماراتون في اليونان حيث لا يوجد اختلاف بين الكلمتين إلا في الحرفين الأخيرين و هما لواحق لغوية و قد وجد بأن عمريت أعطت اسمها لماراتون. و في هذا الصدد يتوافق رأي براون مع دنكر في تصريحه: تحمل ماراتون نفس اسم ماراتوس في كريت و الساحل الفينيقي قرب أرواد; هناك نبع في ماراتون يدعى مساريا تكريماً لهرقل: تحمل اسم ملكارت الذي حوله الإغريق لملكارتس و الصانع.
في ماراتون الألعاب الهرقلية كانت تجري تكريماً لهرقل – ملكارت كانت تجري بين اشهر أغسطس و سبتمبر ( Metageitnion ) و كانت الكؤوس الفضية تمنح للفائزين، و كانت هذه الألعاب تجرى في وقت بندار (القرن الخامس ق.م.)

طبوغرافية و مميزات الملعب
تأتي أهمية ملعب عمريت من قدمه، و محاكاته لمواصفات الملعب الإغريقي القديم. حيث يقع في تجويف طبيعي بين تلتين و شكل درجاته تدل على أنه بداية U كما ظهر في ملعب دلفي في القرن السادس ق.م.
طول الملعب 220م و عرضه 30م ( في أولمبيا 213.75م x 29.60 ). عشر درجات تحيط به كل واحدة بارتفاع 0.6 م حفرت في الحجر الكلسي على امتداد الجانب الشمالي بينما نصف المسافة حفرت في الحجارة في الجهة الجنوبية ، و القسم الآخر أكمل ببناء حجري و الذي ما زالت بقاياه ظاهرة حتى يومنا هذا. في الجانب الشرقي الدرجات تنحرف من الجانبين مشكلة قوس في آخرهما يوجد حجر حفر على جانبيه لتشكيل مدخلي الملعب حيث عرض كل مدخل 3.5 م مدخل آخر مصمم للرياضيين حفر تحت درجات الجانب الجنوبي أما من الغرب أو جهة البحر فلا يوجد درجات و نقدر سعة الملعب ب 11200 مشاهد (ة 40 سم ) للشخص.
الوضع الحالي للملعب كما هو الآن يدعو للقلق لغياب العناية و انهيار أجزاء الأحجار و الأرض في الجهة الشمالية بسبب الأمطار و الفيضانات. شكل الدرجات ما زال واضحاً و يمكن أن تظهر بشكل كلي إذا أزلنا الأعشاب التي تغطي جزءاً منها.
لم نستطع كشف أرض الملعب بما أن الأشجار و الحشائش تغطي ثلثيه و هي على ارتفاع حوالي مترين. الثلث الباقي مزروع بالخضار بقايا تقاطعات بنائية قديمة قرب الملعب تظهر في الجانب الجنوبي الشرقي. و هي بدون شك غرف إدارية للحكام و الرياضيين، و منطقة تدريب دعيت فيما بعد الجمنازيوم و الباليسترا من قبل الإغريق. من غير المنطقي الافتراض بأن الملعب لم يزود بمناطق تدريب.
من غير شك كانت تجري في هذا الملعب وقائع رياضية عظيمة مثل الجري، القفز، الرمي, المصارعة . . . .
كالتي كانت مشهورة بنصوص الإلياذة ( الأغنية 23 ) و لم يكن حلبة خيول كما يدعي بعض العلماء. فحلبات الخيول أكبر بكثير و أعرض و أبعادها معروفة بشكل دقيق، في اولمبيا طول حلبة الخيول تعادل أربع ملاعب و في صور أبعادها 480م x 160م ، بينما في عمريت أبعاد الملعب أقل بكثير 220 x 30 م و لا يمكن للعربات السباق فيها بسبب ضيقها. هذه الحقائق قد أكدت من قبل دوناند في عام 1954 م. بينما كان يبحث عن منصف الحلبة الذي عادة كان يبنى في وسط حلبة الخيول لتدور من حولها العربات و لم يجد لها أثر. في نقاشي مع السيد دوناند ( يونيو 1991 ) أعاد النظر في اعتقاده و أكد موقفنا، الأرض الرياضية في عمريت كانت في الحقيقة ملعب و ليس حلبة سباق خيول.
نحن نختلف مع دوناند الذي ذكر في أبحاثه 1954 أن تاريخ الاستعمال الأول لملعب عمريت يعود للقرن الثالث الميلادي بدون أي دعم أو إثبات . أراد أن يقول لنا بأن الملعب بني في الفترة الرومانية. لكننا نعرف أنه في هذه الحقبة مسارح و حلبات خيول كبيرة جيدة الصنع كانت مستعملة. هذه الفكرة توضحت في تنقيبات ليبتس ماغنا في ليبيا و كذلك في صور .
يبدو أن ألعاب عمريت تضمنت كذلك الرياضات المائية ( السباحة، التجذيف، الغطس...) عند الشط و عند فم نهر عمريت 700 م من الملعب. أرض هذه المنطقة التي دعاها العالم الفرنسي الميدان كانت تقريباً على مستوى البحر و محاطة بالرمال و التلال فوق الأبنية القديمة. و عندما ذهبنا إلى هذا الميدان في مايو 1971 رأينا نقالين يزيلون كميات هائلة من الرمال عنها . تغير شكلها و لسوء الحظ لم نستطع التحقق من شيء فيها.

المعبد
ملعب عمريت يقع بجانب معبد المدينة، يفصل بينهما حقل يمر فيه جدول نهر عمريت. مسافة تقريبية بين المعبد و الملعب حوالي 200 م ; كما التقليد المتبع في اليونان. هذا المعبد نموذج للمعابد السامية ; علماء الآثار ينفون أي تأثير إغريقي عليه. بعض أجزائه خصوصاً الهيكل ( السيلا ) يظهر فيه تأثير مصري معروف في المنطقة منذ 1500 ق.م. و هي متوافقة من حيث العمارة مع المعابد الفينيقية في جبيل التي تعود للألف الثالث ق.م.
يتألف المعبد من باحة طولها 55 م و عرضها 88 م مدخلها من جهة الملعب. حفر في الصخر على عمق 5.5 م اقتطعت جدرانه من الصخر. وفي وسط الباحة ترك مكعب أبعاده 5.5 x 5.5 بارتفاع 3 م. هذا المكعب استعمل كقاعدة لبناء الهيكل و التي بنيت من صخور كبيرة منحوتة.
يعيد Contenau بناء المعبد للقرن الثامن قبل الميلاد و يعيد دوناند بناء المعبد للقرن السابع قبل الميلاد. إذا كان هذا المعبد في صورته الأخيرة يعود للحقبة المقترحة من قبل هذين العالمين إذاً في الأساس يعود وجودها لما قبل القرن الخامس قبل الميلاد.
مؤسس المدينة هو إلهها حيث أن التقاليد كانت و ما زالت أن السكان يشغلهم عند بناء أي مدينة ببناء مكان العبادة و تقديس الإله الذي هو سبب وجودهم.
في 1881م نصب بعل عمريت الذي خصص المعبد له اكتشف في معبد عمريت. رداء بعل كان فينيقي شمالي بوضعيته كانت معروفة قبل 1700 قبل الميلاد. وجد نقش مؤلف من سطرين أو ثلاثة بالأحرف الفينيقية وجد على هذا النصب لكن اسم الإله لم نستطع قراءته. من الملاحظ أنها تشابه الوضعية المشهورة لملكارت, عندما يحمل هراوة بيده اليمنى وشبل أسد في اليسرى. يعتقد دوناند بأن هذا الشكل يعود للقرن الرابع قبل الميلاد. لكن إذا قارناها مع مظهر بعل أوغاريت المكتشف من قبل شيفر في رأس شمرا نجد تشابه كبير في مظهر البعلين.
يقول شيفر بأن المستوى الأثري الذي وجد فيه هذا النصب يعود للقرن الثالث عشر أو الثاني عشر ق.م. باعتقادنا التشابه الكبير بين النصبين لا يدعونا للاعتقاد بأن بينهم ثمانية أو تسعة قرون. لا تبعد أوغاريت عن عمريت أكثر من 100 كم. و في ضوء التقدم الكبير في المكتشفات الأثرية في أوغاريت نستطيع أن نضع تاريخ لنصب عمريت أقدم مما توقعه أي من Contenau أو دوناند. العالم الإيطالي موسكاتي الذي يقول بأن نصب عمريت يجب أن يكون من القرن التاسع قبل الميلاد هو أحد العلماء المعاصرين الذين يناصرون هذا الرأي.

فترة الملعب
اعتمدنا على المعلومات التاريخية و الأثرية و المعمارية و للتوصل لفترة بناء و أول استخدام للملعب في فينيقيا كان هناك تقليد أن المعابد تبنى مع بناء المدن مثل معبد ملكارت في صور 2750 ق.م. مع أخذ هذا بعين الاعتبار يمكننا التأكد من وجود معبد عمريت في فترة بناء المدينة حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
عندما نعود للعلاقة الدينية التي ربطت بين الملعب و المعبد التي تتعلق بطقوس دينية متداخلة مع منافسات رياضية تكريماً لبعل، نجد بأن بناء الملعب مرتبط مع بناء المعبد، إذا لم يكن هذا صحيحاً كيف يمكن للشخص شرح وجود الملعب قرب المعبد؟ و الحقيقة أن طريقة اقتطاع الحجارة في مدرج الملعب و في المعبد تدعم وجهة نظرنا بخصوص الصلة بين وقت بناء الملعب و بناء المعبد.لذلك نستطيع تأريخ بناء ملعب عمريت بمزامنة بناء المعبد و المدينة في حوالي القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
بينما إذا كان ملعب عمريت يعود للحقبة الهلنستية أو الرومانية حلبة لسباق الخيول و قاعات كبيرة بأعمدة مزينة كانت ستبنى بقربها حسب التطور المعماري للفترة.
إلا أن البدائية في البناء في كل أوابد عمريت لا تشير لتأثير هلنستي أو روماني. مدخل الرياضيين إلى الملعب تحت الدرجات الجنوبية حفرت في الصخر بطريقة بدائية لم تكن مبنية من الحجارة بشكل قببي أو بأي نموذج هندسي كما في مدخل لملعب أولمبيا، الذي أرخ من قبل كونز للقرن الثاني قبل الميلاد.
من خلال مقارنة المدخلين يتضح لنا بأن مدخل ملعب عمريت أقدم بعدة قرون. وجود ملعب عمريت مخصص للرياضة بفينيقيا عدة قرون قبل الألعاب الأولمبية لا يدعو للاستغراب. أحداث حرب طروادة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد تلمح لمسابقات في الملعب اتصلت بحقوق الدفن ل بتروكولس.

الخلاصة
ذكرت عمريت بالنصوص المصرية في القرن 15 ق.م. و كان معروفاً أن عمريت في وقتها غنية و جميلة و تابعة لمملكة أرواد. في بعض التحقيقات وجد أن عمريت، المعروفة في الفترة الإغريقية ب ماراتوس، أعطت اسمها لماراتون في اليونان حيث كانت تجري الألعاب الهرقلية تكريماً ل ملكارت – هرقل في القرن الخامس قبل الميلاد. و يبدو أن خلاف وقع في القرن الثاني قبل الميلاد بين سكان عمريت و السكان المجاورين في جزيرة أرواد دفع الأرواديين لتدمير المدينة و تقاسم مناطقها. منذ ذلك الوقت أهملت عمريت و أصبحت في طور النسيان.

في عمريت بحثنا في أمر ملعب فينيقي قائم بجانب معبد المدينة الذي اعتقد العلماء بأنه حلبة لسباق الخيول. الاحتفالات الرياضية في عمريت ارتبطت بحقوق العبادة تكريماً لبعل و كانت تجرى في الملعب. جهد كبير استهلك لكشف المدرجات الصخرية هذه المنافسات التي أجريت في عمريت كانت الجري، الوثب، الرمي، المصارعة... الأدلة الأثرية تظهر بأن الملعب استخدم قبل قدوم الحضارة الهلنستية للساحل الفينيقي. و استعمل منذ بناء المعبد الذي كان جزءاً من المدينة منذ البداية. هذه الحقائق دلتنا على بناء الملعب حوالي القرن 15 ق.م.
الملعب و صلته بالمعبد يكمل توضيح العلاقة بين الرياضة و حقوق العبادة ل ملكارت – هرقل التي بدأت في فينيقية و انتقلت عن طريق الفينيقيين لليونان.

الدكتور لبيب بطرس

ترجمة أحمد خالد أبو جياب.
 
النص بالإنجليزية
http://phoenicia.org/phoenicianolympics.htm