شهدت طرطوس في العامين الماضيين العديد من بعثات التنقيب الوطنية وخاصة في موقع عمريت الاثري من اجل تحديد حدوده الرئيسية وفتح ابواب الاستثمار السياحي امام المواقع المتاحة فيه وقد قامت دائرة آثار طرطوس بأعمال تنقيب في عدة مواقع وذلك ضمن الخطة السنوية لعام 2006 اضافة للاعمال الطارئة التي واجهتها وعن هذه الاعمال حدثنا المهندس مروان حسن رئيس دائرة الآثار في محافظة طرطوس وهي على الشكل التالي :‏

الاعمال الموسمية :‏

نبدأ بالشريحة رقم - 1 - التي تقع في بداية طريق طرطوس - طرابلس حيث تم إنشاء عدة اسبار في الموقع للتأكد من وجود سويات أثرية وتم الكشف عن اجزاء مبنية من حجارة غير مشذبة تعود إلى الفترة الهلنستية اضافة إلى بعض الهياكل العظمية كما تم العثور على بعض اللقى الاثرية وهي عبارة عن ثلاثة تمائم تعلق بالصدر وهذه التمائم مصنوعة من الحجر الكلسي الهش احداها تمثل عين حوروس . والثانية يظهر على احد وجهيها عين حوروس , اما الوجه الآخر فيظهر عليه نحت الاسد اما الثالثة فهي تمثل شخص بوضعية القرفصاء وعلى جانبيه نحت لشخصين في وضعية الوقوف ومن الخلف ايضا شخص بوضعية الوقوف وعلى رأس هذه التميمة يظهر جعران مصري وفي الاسفل توجد كتابة هيروغليفية ونقد برونزي ومدامع فخارية مكسورة وناقصة .‏

(الصور التالية ليست موجودة في النص الأصلي وقد أضيفت للتوضيح)

أواني زجاجية	قلادة برونزية تمثل عبادات قديمة (مكتشفات المعبد)
عين حوروس	أصابع تمثال مرمر

اما الشريحة رقم-5-في عمريت فقد قامت بعثة التنقيب الوطني في المديرية العامة للآثار والمتاحف بمتابعة اعمال التنقيب في القطاعات: « I - F - L - G» حيث تم الكشف عن قبر قروي فردي مبني من الحجارة النظامية وكتل من الحجارة العشوائية ممزوجة بالكلس و قصر الملك مادة قصر المل. إضافة إلى قلب مكب قديم للفخار وتم العثور بداخله على اجزاء تماثيل من الفخار وصحون وجدران تعود للفترة الهلنستية وارضيات حجرية وحفر نذرية بداخلها الكثير من اللقى الاثرية الهامة في منطقة المعبد المكتشف العام الماضي اضافة للمعبد المعروف في عمريت كما تابعت هذه البعثة ايضاً العمل في المدفن رقم /3 / في منطقة عازار حيث تم العثور على مجموعة من النفخات الزجاجية وبعض المغازل يعود للقرن الثاني ق . م‏

وفي خربة اللبنة الواقعة ضمن المنطقة الصناعية تم هذا العام الاستمرار في الكشف عن بقايا ارضيات مرصوفة بالحجر مع حجارة ضخمة دائرية تعود للمعصرة ايضا تم العثور على بعض اللقى الاثرية ومنها وزنات فخارية - تعليقات برونزية ورصاصية - نقود برونزية تعود للفترة البيزنطية .‏

كما تم الكشف في هذا الموسم عن سور المعبد من الجهة الشمالية وذلك في موقع الكراجات الجديدة ضمن المدينة بالقرب من مشفى الباسل وهذا السور مبني من الحجارة الكلسية المشذبة اضافة إلى بعض المنشآت الملحقة وقناة مائية مبلطة كما تم العثور على بعض اللقى الاثرية منها مجموعة كبيرة من النقود البرونزية التي تعود للفترة الرومانية وادوات برونزية ومسامير حديدية الا أن اهم هذه اللقى تمثال نصفي لأمرأة من الحجر البازلتي ناقص الرأس وهو يمثل امرأة يداها مضمومتان إلى الصدر تظهر عليها الاساور في يدها اليسرى وكل يد تحمل عنقود عنب ومن الخلف سطرين من الكتابة الفينيقية .‏

وكان لقلعة الكهف الواقعة شمال الشيخ بدر على بعد 15 كم نصيبها من اعمال التنقيب ايضا حيث تم الكشف عن استمرارية الدرج الذي يصل بين البوابة الثالثة والرابعة كما تم الكشف عن البوابة الخامسة واربعة غرف ذات سقف قوسي وحجر معصرة ضخمة , والقسم العلوي من بئر يستخدم لتجميع المياه كما تم العثور على بعض اللقى الاثرية منها اجزاء من الحجارة الكلسية عليها كتابات اسلامية ورسوم نباتية وهندسية - خاتم نحاسي - سراج فخاري - غليون فخاري جميل .‏

وفي معبد القضبون التابع لناحية القدموس في قرية بشراغي معالم اثرية هامة والمعبد الصغير - المعبد الكبير - تمثال الاله بعل البازلتي . قامت دائرة آثار طرطوس بأعمال تنظيف وتعشيب لهذا الموقع واظهار جميع معالمه المعمارية والتي كانت مغطاة بالعشب ليظهر بمظهر لائق امام السياح . واخيرا كان موقع تل كزل جنوب طرطوس حيث تم الاستمرار بالعمل في منطقة المعبد حيث تم الكشف عن عدة جدران وبعض اللقى الاثرية منها صحون فخارية واباريق زيت وسراج فخاري تعود إلى عصر البرونز الحديث , تم العمل من قبل بعثة الجامعة الامريكية في بيروت .‏

هذا وتم الكشف عن مدفن جماعي على الكورنيش الشرقي وهو منحوت بالصخر الهش وله فتحة سقفية وبوابة صغيرة وبهو تحيط بهذا البهو خمسة معازب , غرفتين مخصصة للدفن اضافة لمجموعة من اللقى الاثرية منها سرج فخارية , اواني فخارية , اواني زجاجية , سوار برونزي تعود للفترة الرومانية تم العمل به بصعوبة بالغة لأنه آيل للسقوط .‏

وفي قرية القمصية التابعة لمنطقة الشيخ بدر تم الكشف عن مدفنين جماعيين ضمن جرف صخري مكون من ثلاثة قبور مخصصة لوضع الجثث احدها متعامد مع القبرين الآخرين لوحظ وجود آثار صيار باب مما يدل على أن له بوابة ضخمة تحت احدهما رسم دائري بداخله ثلاثة صلبان عثر بداخله على بعض اللقى الاثرية وهذه المدافن تعود للفترة البيزنطية , كما تم الكشف عن تابوتين فخاريين نتيجة الرطوبة العالية تعرض للتهشيم وهما ايضا رومانيين .‏

وبالقرب من المنطقة الحرة في حفرية سكن الجاهزية تم الكشف عن قبرين فرديين وبالنسبة لحفرية غرفة التجارة فقد عثر فيها على قبر ذو سقف قوسي مبني من الحجارة الردمية بعضها مشذب توضع في مقطع حفرية صرف صحي قرب مبنى غرفة التجارة ومتوضع تحت مبنى آخر من الحجر الرملي حيث قامت دائرة الاثار بتنظيف سطحي فقط بسبب الخطورة التي يشكلها وتم توثيق ما امكن من المكتشفات بالرسم والتصوير كما تم العثور على خاتم برونزي ومجموعة قطع برونزية وكسر فخارية مزججة تعود للفترة الاسلامية .‏

والحفرية الاخيرة ضمن الاعمال الطارئة كان حفرية سكة الحديد الواقعة بالقرب من مستودعات مؤسسة المياه حيث تم الكشف عن جزء من ارضية فسيفسائية تم تخريبها بالكامل مكونة من حبيبات بيضاء خالية من الرسوم أو الزخارف كما تم الكشف عن جدارين مبنيين من حجارة رملية مشذبة اضافة لكسر فخارية تعود للفترة الرومانية المتأخرة .