|
|
 |
ورشة
عمل دولية بطرطوس...عمريت .. موقع أثري مهدد بالزوال
الثورة 01/03/2006
من الطرائف أن
المديرية العامة للآثار تتبع لوزارة الثقافة لأن
البعض يتهم الثقافة بأنها
عدوة الاستثمار وبذلك تكتمل المصيبة..هل فعلا تقف
المديرية العامة للآثار ومن خلفها وزارة الثقافة
عائقا في وجه الاستثمار السياحي في طرطوس قبلا؟
لم تكف ثلاثة أيام ممثلي وزارة الثقافة في المديرية
العامة للآثار للدفاع عن ذلك..ثلاثة أيام..أقيمت
فيها ورشة العمل الدولية التي أقيمت بالتعاون مع
اليونسكو تحت عنوان (الإدارة والحفاظ على مواقع
عمريت-طرطوس-ارواد الأثرية), شارك فيها ثلاث منظمات
دولية معنية بذلك, هي مركز التراث العالمي
اليونسكو-المنظمة العالمية لتمويل الأوابد-الايكروم
وثلاث وزارات هي الثقافة والسياحة والإدارة المحلية.
السيد المحافظ ممثل وزارة الثقافة وفي كلمته
الافتتاحية شن هجوما عنيفا على الآليات المتبعة في
المديرية العامة للآثار والمتاحف قائلا: هل هذه
الآلية المتبعة الآن في مجال الكشف عنها مجدية (يقصد
الآثار) إنني أرى أنها ليست مجدية لأنها بطيئة وكل
تأخير يعطل استخدام هذه الموارد واستثمارها.
أوحت ورشة العمل باستكمال دراسات المسح الأثرية
والتقييم وتخصيص موارد بشرية ومالية كافية للبدء
بالدراسات.
وضع حدود واضحة للمنطقة المعنية ومنطقة الحماية
المحيطة بها.
إعلان عمريت موقعا أثريا ذا أهمية أثرية وبيئية
بالغة, وإنشاء منطقة محمية أثرية بيئية.
الايقاف المؤقت للمشاريع المقترحة من قبل السلطات
المختلفة حتى استكمال خطة إدارة الموقع.
وهناك بعض التوصيات بخصوص اللقى الأثرية والحفاظ
عليها من توثيق وفهرسة والأهم اتخاذ الاجراءات
الضرورية لمنع عمليات التنقيب غير القانوني لإيقاف
الاتجار باللقى الأثرية.
كمااقترحت التوصيات إعداد خطة شاملة لإقامة منطقة
أثرية طبيعية في عمريت.
على هامش ورشة العمل التقينا الدكتورة آنا
باوليني ممثلة اليونسكو فأجابت: الورشة وصلت الى
تقارب في وجهات النظر المختلفة وهذا جيد.
وعلى سؤال ماذا بعد الورشة? أجابت
هذا يعتمد
على الجانب السوري بعد تحضير ملف الموقع لوضعه على
لائحة التراث العالمي وهذا يعتمد على طلب سورية من
اليونسكو.
ثم تساءل معاون وزير الثقافة حول جدوى ورشة العمل
هذه قائلا: كيف يمكن أن نضع مخططا للحفاظ على
المواقع الأثرية وفي نفس الوقت خلق تنمية اقتصادية
معتمدة على السياحة في طرطوس وعمريت وأرواد, مدافعا
عن المديرية العامة للآثار وكاشفا أن المشكلة ليست
عندها..وأن
هناك مشروع برنامج تحت عنوان تطوير السياحة الثقافية
في سورية بالتعاون مع وزارة السياحية والسلطات
المحلية في المحافظات ويمول بمنحة من المجموعة
الأوروبية بقيمة 3 ملايين يورو.
ممثلة اليونسكو في الورشة حاولت وضع الأمور في
نصابها قائلة: عمريت وأرواد أحد المواقع المهمة في
منطقة البحر المتوسط وحتى أن
عمريت
أحد المواقع المئة في العالم المهددة بالزوال..
ومن الصعب على الدول الفقيرة المحافظة على المواقع
الأثرية لذلك يجب أن تكون هذه المواقع مساعدة في
التخفيف من الفقر.
النقاشات المرافقة كانت مهمة لأنها أظهرت عمق
الاختلافات بين الأطراف المشاركة فكل يضع اللوم على
الآخر في الحالة العامة التي وصلت إليها منطقة عمريت
وبقية المناطق.
والدكتور جينانو بالومبو ممثل المنظمة العالمية
لحماية الأوابد أجاب عن أهمية الورشة قائلا كثير من
الجهات لا تنسق مع بعضها بل تختلف والعنصر الأهم هو
التنسيق بينها, والورشة ساعدت في ايضاح بعض المسائل
الخلافية وتحديد بعض الأسس والمبادىء المشتركة بين
الأطراف ذات العلاقة.
أخيرا ورشة عمل أثرية وفي طرطوس هي فرصة حقيقية
ونادرة التقى فيها باحثون عرب وعالميون والأهم من
ذلك خرجت هذه الورشة ولو بعد مخاض عسير بتوصيات مهمة
نرجو أن تأخذ طريقها للتنفيذ, حتى لا يبقى للبعض
أدنى شك أن الثقافة عدوة الاستثمار بل محفز له وجاذب
له أيضا.
محمد
حسين
http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=50588574820060228123946
|
|
|
|
 | |
