ICOMOS بأن تحفظ الآثار في مواقعها وبلادها،
وهنا لا بد من التذكير بما يقوم به المستعمر بشكل عام
من طمس الشواهد الحضارية للشعوب المستعمرة ومحاولة
سلبها وتهريبها بطرق غير مشروعة إلى بلدانهم،
كل هذا الطمس للهوية وضياع الذاكرة يهدف إلى جعل هذه
الشعوب تشعر بأنها بحاجة إلى من يتخذ القرارات لها
ولمن يسوس أمرها وأكبر مثال على ذلك ما حصل في متحف
بغداد من نهب وسرقة وتدمير، وتتابع ما الذي حصل في
مدينة اربد ما الذي سيؤول إليه مصير عمريت في مدينة
طرطوس ولماذا تم تسجيل نابولي كمدينة أثرية ضمن لائحة
التراث العالمي، وأخيراً وما الذي دفع اليونسكو لتضع
عمريت على لائحة المواقع المئة الأكثر تهديداً بالزوال؟
الذي حصل أن مدينة نابولي بدأت
بسياسة المحافظة على تراثها المعماري في بدايات القرن
العشرين وإبان الحرب العالمية الأولى حيث أصبحت هذه
المدينة فيما بعد مطلباً ومزاراً لأعداد كبيرة من
السياح ما جعل من أساسيات السياسة الدائمة لمجالس
البلدية المتعاقبة المحافظة على وسط المدينة التاريخية
فيها وأحيائها بعكس ما حدث في مدينة إربد حيث بدأت
الاعتداءات على المباني التاريخية بلا هوادة في وقت
متأخر من السبعينيات من هنا نجد في نابولي وكنتيجة
طبيعية أن أغلى العقارات في المدينة القديمة، بينما في
إربد معظم المباني التراثية مهجورة وتعاني هبوطاً في
الأسعار، وهنا نتساءل ما الذي يحصل في مينة طرطوس؟!
وهل تم تنفيذ
شيء من التوصيات التي أقرت في
ورشة
العمل الدولية التي أقيمت العام الماضي
بالتعاون مع اليونسكو حول طرطوس القديمة وأرواد وعمريت
شارك فيها ممثلون عن وزارات الثقافة والسياحة والإدارة
المحلية وبصعوبة توصلت الورشة لإقرار التوصيات حول
طرطوس القديمة عمريت وأرواد بعد أن واجهت اعتراضات
كثيرة من قبل جهات تعتبر إزالة المخالفات والتعديات
على عمريت عرقلة للنهوض بالمحافظة هذا ومع أن
تصريح أنا باوليني ممثلة اليونسكو في ورشة العمل كان
واضحاً: «إن عمريت لكم وهذه فرصتكم لوضعها على لائحة
التراث العالمي» ماذا حدث اليوم وهل تم تنفيذ شيء من
تلك التوصيات، بل من المخجل حقاً تصريح بعض المسؤولين
الذي زاروا عمريت ليصلوا إلى نتيجة مفادها ما أهمية
عمريت فلم نجد فيها سوى حفنة تراب!
أخيراً من المعني بحماية عمريت هل
المجتمع المدني والجماعات التطوعية كمتطوعين
لإنقاذ عمريت أم أصحاب الأموال الطائلة التي
أغلبها لا يعنيه احترام النسيج المعماري.. البيئة
الأثرية.. العمارة التوافقية.. وأقدم ملعب أولمبي
فينيقي في العالم...؟
أما المحور الثقافي لهذه الندوة
تناول فيه الباحث التاريخي أحمد غانم أهمية عمريت
والتي لخصها بثلاث نقاط وهي: أولاً ـ الأبجدية في
العالم وهي من مدنيات المنطقة الفينيقية والكنعانية
وثانياً ـ الفكرة التوحيدية الأولى في العالم واكتشاف
الأطلسي وعبوره في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ليؤكد
أخيراً على أهمية هذه المدينة الأثرية وضرورة إيلاء
الاهتمام... كل الاهتمام بها فهي هوية حضارية وثقافية
لمحافظة طرطوس.